أقلام حرة

“حمزة الخطيب” مرّةً أُخرى وأَلْفًا

كامل النصيرات

كتبتُ هذا المقال بتاريخ (29/5/2011) في جريدة الدستور أي بعد شهرين من انطلاقة الثورة السورية والتي بدأت بالأطفال ولم تكن مُسلّحة.. عن الطفل “حمزة الخطيب”.. أضع نص المقال كاملًا بين أيديكم لتروا من الذي بدأ العنف والقتل ومن الذي انتصر في النهاية.. علمًا أن هذا المقال انتشر في العالم العربي والعالم ما بعد العربي كما تنتشر النار في كلّ الهشيم..
إليكم نصّ المقال:
قبل قليل رأيتُ جثة حمزة… حمزة الخطيب … الطفل الدرعاوي ..!! قبل قليل رأيتُ ثقوب جسده برصاص «حماة الديار»… بل رأيتُ ثقوب النظام الذي رأى في حمزة خطرًا على «نظام» ليس به أي «نظام»..!

الفتى حمزة ليس قتيلًا وشهيدًا فحسب.. بل تطبيق حقيقي لدُعاة الوحدة «الكاذبين» ولزعماء القومية المحنّطة والتي تحوّلت إلى شعارات تقتل شعبها و أطفالها لأن إسرائيل «اللقيطة» لم تفعل ربع ما فعلوا..!

وإذا كنا للآن نُردّد خلف «والد محمد الدرّة» : مات الولد ..وما زلنا نذكر و نشاهد تلك الصورة .. فماذا سنقول عندما نرى حمزة وكل أشكال التعذيب حطّت على جسده البض والرصاص الذي جاء لتحرير الجولان رسم خريطة الجولان بثقوبه ..! هل نقول: مات الولد ..؟! فالولد لم يمت لأنه عند ربه يأكل ويشرب.. بل الذي مات هو آخر خيطٍ من الممكن أن يكون بين حاكمٍ و شعبه.. فحمزة بثقوبه الكثيرة «خردق» أيضًا ما تبقّى للنظام من أقنعة..!

ما دام حمزة واجه هذا المصير وبهذه الطريقة.. فإن ربيع سورية الحقيقي قادم لا محالة.. فأمّة يُصبح فيها حمزة و أمثاله خطرًا على نظام عربي، هذا يعني أن أمتنا «ولاّدة» ولن تنقطع ولو قطّعوا كل أعضاء الأمّة .

لله درّك يا حمزة ..! أنت تنام للأبد وهم من يحلمون بك ليل نهار فأنت كوابيسهم التي لن تنتهي.

زر الذهاب إلى الأعلى